شمعون 2- حرب إلكترونية تهدد البنية التحتية

المؤلف: عبده خال08.15.2025
شمعون 2- حرب إلكترونية تهدد البنية التحتية

في مطلع هذا النهار، استيقظنا على أنباء مروعة حول ظهور فيروس "شمعون 2" بنسخته النشطة والمتطورة، والتي تفوق قدراتها التدميرية النسخة السابقة "شمعون 1"، حيث يستهدف هذا الفيروس المواقع الحكومية والشركات الوطنية بهدف إلحاق الضرر بها.

في كل حقبة زمنية، توجد أداة قوية تستخدم لإظهار التفوق والسيطرة بين الأطراف المتنازعة. في عصرنا الحالي، لم تعد رقعة الشطرنج وسيلة فعالة لتمثيل ساحة المعركة التي تتطلب قوة استراتيجية وتخطيط حربي للفوز، سواء بالسيف أو بالاستيلاء على حصن العدو!

مع ظهور التقنية وشبكات الإنترنت، ازدهرت الأنظمة المعلوماتية وأصبحت هدفًا رئيسيًا لإحداث الخسائر وكشف أسرار الدول المستهدفة، وضربها في جميع جوانبها السيادية والخدمية. في كثير من الأحيان، يهدف الاستهداف إلى التخريب الشامل لهذه الأنظمة وإحداث فوضى عارمة وكشف الحقائق الخفية للدولة من خلال تدمير أنظمتها المعلوماتية.

على الرغم من أن الأسماء قد تعود إلى عمق التاريخ لاستحضار دلالات معينة، فإن اسم "شمعون" يحمل حضورًا دينيًا قويًا ويعني "الصخرة". إلا أن السمعة الدينية لشمعون تتسم بالخير، فلماذا تم اختيار هذا الاسم لفيروس مدمر؟ فكلمة فيروس تدل على الأذى والتخريب، فكيف يمكن الجمع بين هاتين الدلالتين المتناقضتين لفهم نوايا مطلقي هذا الفيروس الخبيث؟

قد يكون هذا السؤال موضوعًا مثيرًا للاهتمام للباحثين في علم الدلالة، بينما يركز الواقع التدميري لهذا الفيروس على تحديد هوية مطلقه وتقييم الأضرار الاقتصادية والاستخباراتية التي تسبب بها، فهذا هو الأمر الأكثر أهمية.

من المعروف أن هذا الفيروس اللعين قد اجتاح مرافقنا الحكومية منذ أربع سنوات، فما هو الدور الذي لعبته أجهزتنا الإلكترونية في جميع المواقع التي تعرضت للهجوم للمرة الثانية من قبل "شمعون"؟ من المفترض أن تشارك جميع الجهات الحكومية في منظومة أمنية متكاملة، حيث تتضافر الجهود لمواجهة أي هجمات إلكترونية معادية. يجب إجراء تدريبات ومناورات دورية للتأكد من فعالية وسلامة الوسائل الأمنية والتصدي لأي اختراقات محتملة. نظرًا لأننا ما زلنا في عالم لم يتم فيه إرساء قوانين دولية لتطبيق العقوبات الجزائية على الدول المهاجمة، بسبب صعوبة تحديد هوية المهاجم سواء كانت دولة أو مجموعة من المخترقين، فإن الاحتياطات الأمنية تتركز بشكل أساسي في الوحدة الأمنية للبلد المستهدف.

أعتقد أننا كأي دولة أخرى لدينا أعداء ومتربصون، لذا من الضروري أن نكون في حالة يقظة دائمة ومستمرة. لم تعد الحروب تعتمد على ركوب الخيل واستخدام السيوف والرماح أو القصف الصاروخي، بل يمكن لضغطة زر واحدة من أي مكان في العالم أن تدمر أجهزة الدولة المستهدفة.. ونتمنى لكم صباحًا مملوءًا بالأمن والسلامة والازدهار.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة